أعظمُ أسبابِ السعادة ..
بسم الله الرحمن الرحيم في غرفةٍ رثَّةٍ مُتهالِكة، ليس لها سقفٌ، وإن كان لها ما يُشبهُ الباب، عاشت أرملةٌ فقيرةٌ مع طفلِها الصغير .. وفي أحدِ ليالي الشتاء، هطلَت الأمطارُ غزيرةٌ .. فقامت الأمُّ إلى بابِ الغرفةِ فخلعتهُ، ووضعتهُ بشكلٍ مائلٍ على أحدِ الجدرانِ، ثم أسرعت لتختبئ تحتهُ هيَ وطفلها الصغير .. وعندما ذهبت روعةُ الموقفِ، نظرَ الطفلُ إلى أمهُ مبتسماً, وقال يا أمـاه: الحمدُ للهِ أنَّ عندنا باب .. يا تُرى ماذا يفعلُ الفقراءُ الذين ليس عندهم باب, إذا نزل عليهم مثل هذا المطرِ الغزير .. إنه الرضا يا كرام .. فالرضا والقناعة, هيَ أعظمُ أسبابِ السعادة .. وما أكثرُ الذين يظنُون أنهم محرومونَ من السعادة لأنَّ ما لديهم من متاع الدنيا قليلٌ .. ولو قارنَ أحدُهم متاعهُ القليل بما كانَ يملِكهُ كِبارُ أباطِرةِ التاريخِ، الذين يُضربُ بهم المثلُ في البذخ والترفِ وكثرةِ المتاع، والذين يَظنُّ أكثرُ الناسِ أنهم الأسعَدَ والأكثرَ حظاً، كقيصرَ وكِسرى وأمثالِهم .. وحقيقة لو قارنَ (أحدنا) نفسهُ بهم لوجدَ أنَّ ما عندهُ من متاعٍ (قليل) أفضلَ منهم بمئات المرات .. نعم: فما كان أح...