حرب الأحزاب وأسباب النصر عليهم
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الذي هزم الأحزاب وحده، ووعد بالنصر لمن نصره، وصل اللهم وسلم وبارك على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه والتابعين لهم بإحسان. أما بعد. فإن حرب الأحزاب من الكافرين ضد الإسلام والمسلمين تتوالى من معركة الأحزاب الأولى في عهد النبوة إلى يومنا هذا. فالكفار من اليهود والنصارى والوثنيين والرافضة والنصيرية والعلمانيين والمنافقين وسائر أعداء الدين، مهما افترقت كلمتهم فيما بينهم إلا أنها تجتمع في حربها ضد إقامة دين الله تعالى وتحكيم شرعه. والواجب على المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها نصرتُهم، وأول درجات النصرة وأهمها وأوجبها وأعلاها هي الجهاد في سبيل الله بالنفس والمال. وعلى المسلمين في أرض المعركة وخارجها أن يبذلوا أسباب النصر في هذه الحرب على ملل الكفر المعتدين مهما بلغ مكرهم وعددهم وعتادهم، فالنصر من عند الله وحده، وليس في كتاب الله تعالى أن نصراً للمسلمين تحقق أو تخلف بسبب كثرة أو قلة العدد والعدة، ففي بدر قال الله تعالى :"وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ" (آل عمران123). وفي حنين لم تنف...