المشاركات

عرض المشاركات من يوليو, ٢٠٢١

تأملات في الصديق ..

صورة
  -  كلّما سمعْتُ هذا الحديث: (المرءُ على دين خليله، فلينظُرْ أحدُكم مَن يُخالِل)؛ تواردت معانٍ جليلةٌ في خاطري، يصعبُ التعبيرُ عنها! -  فتأمّل قوله صلى الله عليه وسلم : (على دين خليلِه)؛ إذن هناك خليلٌ للمسلم في حياته، يؤثّر فيه قهراً ولو كان على حذر! قال أبو حاتم رحمه الله في (روضة العقلاء): "إنَّ من أعظم الدلائل على معرفة ما في المرء من تقلّبه وسكونه، هو الاعتبار بمَن يُحادثُه ويودّهُ؛ لأنَّ المرءَ على دين خليلهِ، وطير السماء على أشكالها تقع. وما رأيْتُ شيئاً أدلَّ على شيءٍ، ولا الدخّان على النار= مثل الصاحب على الصاحب".اهـ. ولهذا قِيْل: عن المَرْءِ لا تسألْ وسَلْ عن قرينهِ***فكلُّ قرينٍ بالمقارن مقتدِي ومما قيل في هذا المعنى: ولا يصحب الإنسانُ إلاّ نظيرَه***وإن لم يكونوا مِن قبيل ولا بلَد وقال الآخر: يُزين الفتى في قومه ويُشينُه *** وفي غيرهم أخدانُه ومداخلُهْ لكلّ امرئٍ شكلٌ من الناس مثلُهُ *** وكلُّ امرِئٍ يهوَى إلى مَن يُشاكلُهْ -  وتأمّل قولَه صلى الله عليه وسلم : (على دينِ)؛ فالصحبة لأجل الدين، لا لذاتها.  يقول ابن الجوزي رحمه الله في التبصرة: "ومتى قَو...

يسمع الأنين ..

صورة
  ‏‎" هو الذي يسمع الأنين، فيأخذنا إليه الحنين، في حضرته القلب يلين، اسجد واقترب لتستكين، و ارمِ كل هم وكن من المتوكلين، أنت في حضرة رب العالمين.

“القدر المكتوب”

صورة
  يحكى أنه في زمن من الأزمان وضع الله سر قدر أهل قرية مع رجل صالح فيها ليكرمه ويجعله عزيزاً بينهم ، فجاء شاب يبلغ من العمر 20 عاماً وسأله عن قدره فقال له الرجل الصالح: “ستحكم هذه القرية ،  وستنطلق بعدها لتحكم البلاد كلها”. فرح الشاب بهذا وقرر أن يتوقف عن العمل .. فمستقبله مضمون حاكماً للبلاد فلماذا التعب إذن..؟؟ سقط حاكم المستقبل في بحور اللهو والشرب حتى ساعات الصباح كل يوم …  وهو يعود لمنزله وتقول له أمه :  “ ماذا تفعل يا بني بنفسك؟” فيجيبها: “ أريد أن ألعب وأستمتع قبل أن تأتي مسؤوليات الحاكم لي في المستقبل فلا  أجد وقتاً لهذا”. مرت السنوات … ودخل الشاب في سن الأربعين وهو مدمن على الشرب واللعب واللهو ولا يتقن صنعة … أصابه المرض وارتمى في الفراش فعلم أن موته اقترب فطلب أن يأتوا له بالرجل الصالح الذي يخبر الناس قدرهم. فجاء الرجل الصالح ونظر للشاب بحزن .. فقال له: “ليشفيك الله”.. فقال له المريض: “أنت رجل كاذب محتال ، لم أصبح حاكماً للبلاد”. فأجابه الصالح : “ لقد كان قدرك فعلاً أن تصبح حاكماً للبلاد ، لكن القدر ليس هدية وينتهي الأمر …  إن القدر يحتاج لعمل ويحت...

“حجم عباراتنا”

صورة
  بعد أن حصل على علامة 19 من 20 في إحدى الامتحانات ، عاد وهو فرح فيها ولكن أمه قابلته بقولها : “ يا للهول ، يا للكارثة ، لقد أهدرت علامة واحدة كاملة وأنا الذي درستك كل شيء!”.   وجلست الأم حزينة طوال اليوم فشعر الطفل أنه ارتكب جرماً حقيقياً ، مرت الأيام وهو يحصل العلامات الكاملة وأمه تمدحه وتقول له : “ أحسنت .. أحسنت ” …  ولكنه مرة جاء بعلامة 18 من 20 وعاد إلى أمه بها وهو يجد الأمر عادياً فما زال ناجحاً ومتفوقاً في هذه العلامة. ردة فعل أمه كانت : “ أنت دمرتني .. أنت طالب فاشل .. أنت وأنت وأنت” ، ووصفته بكل كلمات الكوارث والمصائب ، حتى أيقن الطفل أنه يستحق الإعدام لا التوبيخ فقط. بعد شهر خرج هذا الطفل إلى المدرسة ولم يعد يومها ، فاتصلت الأم بالمدرسة فقالوا لها لم يأتِ اليوم! ، جنت الأم وبدأت بالبحث عنه في الشارع فلم تجده ، فاتصلت مباشرة بوالده وأخبرته بذلك ، فخرج الوالد من العمل للبحث عنه والسؤال أين هو؟. لم يجدوا له أثراً في الساعة الأولى ، ولا الثانية ولا الثالثة حتى حل الغروب …  وعندها وجدهم صاحب مطعم في المنطقة مذعورين فقال لهم : “ ما بكم؟” ، فقالا له : “ ابننا ضاع...